تحدثوا عن ألعاب الحاسوب في العائلة
هكذا تعمل روبلوكس
إن «روبلوكس» منصة ألعاب مجانية تطرحها شركة روبلوكس حيث ينشئ المستخدمون بشكل أساسي ألعابهم الخاصة أو أنهم قد يلعبون ما ابتكره الآخرون من تطبيقات، لذا يتم تقسيم «روبلوكس» إلى قسمين؛ تطبيق خاص بصنع الألعاب وآخر لممارسة اللعبة.
الألعاب المفضلة: يتيح تطبيق روبلوكس للألعاب إمكانية الدخول على ملايين الألعاب التي أنشأها المستخدمون حيث ترتبط تجربة اللعب بكل شيء بدءً من تربية الحيوانات الأليفة والتشييد والبناء إلى ألعاب السيارات و ألعاب الرماية وإطلاق النار حتى نسخ «جراند ثفت أوتو (جيتا)» المناسبة للعائلة.
يتيح تطبيق المنشئ («روبلوكس ستوديو») للمستخدمين الأدوات اللازمة لتصميم ألعابهم الخاصة دون الحاجة إلى مهارات البرمجة، حيث يمكن مشاركة التصميم المبتكَر مع أي مستخدم للعبة، وهنا يستطيع مصمِّم اللعبة أيضًا كسب المال مما قام بإنشائه.
ما هي الحسابات والأجهزة التي تحتاجها لممارسة لعبة »روبلوكس«؟
اللعبة مجانية ومتاحة كذلك على أجهزة الكمپيوتر الشخصي وأجهزة ماك والمحمول والجهاز اللوحي وأجهزة إكس بوكس 1 وإكس بوكس سيريس إس وإكس مع دعم اللعب على جميع المنصات الأخرى، غير أن إنشاء ألعاب المستخدِم الخاصة متاح على ماك والكمپيوتر الشخصي فقط، أما المنصات الأخرى فلا تتيح إلا اللعب وحسب. لإنشاء حساب تحتاج إلى بريد إلكتروني واسم مستخدم وكلمة مرور.
من الذي تناسبه لعبة "روبلوكس" ؟
وضع PEGI (المركز الأوروبي للرقابة على التصنيفات) في السابق تقييماً عمرياً بمستوى سبع سنوات وما فوق للعنف الخفيف والمشاهد التي قد يعتبرها الأطفال الصغار مخيفة. وقد قررت شركة "روبلوكس" مؤخراً أن تتبنى نظاماً خاصاً لوضع حدود لأعمار "المشاهد" المختلفة التي يُلعب بها في منصاتها. ولذلك تخلّى مركز PEGI عن قيد 7 سنوات، وهو يستعمل الآن علامة التعجب. والغرض من العلامة إشعار الآباء بأن يتابعوا ما يختاره الطفل من ألعاب على المنصة، حيث تتفاوت بقدر كبير.
في النرويج، تحظى المنصة بشعبية كبيرة للغاية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والرابعة عشر، كما أن نصف الأطفال النرويجيين الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والعاشرة يمارسون لعبة «روبلوكس». (المصدر: Barn og medier 2020)
تمثل الألعاب وسيلة ترفيه حتمًا، لكنها كذلك تعد كمنصات اجتماعية وساحات للعب بالنسبة لللاعبين، وبالتالي فهي تعمل كذلك كملتقيات اجتماعية للأصدقاء عقب مواعيد المدرسة.
إن إنشاء الألعاب في «روبلوكس» أمر ممتع وتعليمي في نفس الوقت، ومتنفس جيد للإبداع. وعلى الرغم من أن إنشاء الألعاب لا يتطلب معرفة مهارات الترميز(koding)، إلا أنه يمكن استخدام البرنامج البسيطprogrammeringsspråket Lua. .
كما أن خصائصها كمنصة مفتوحة مجانية وبلا قيود نسبيًا تمثل تحديات أمام ولي الأمرالذي يجب أن يكون على دراية بها ومدركًا لها.
عنف ومحتوى للبالغين
نظرًا لأن «روبلوكس» ليست _بحكم التعريف_ لعبة واحدة، بل إنها على الأرجح تشكل مجموعة من التجارب التي أنشأها المستخدمون، فإن منح تقييمًا شاملًا للمحتوى يصبح على نحو ما بمثابة مهمة مستحيلة أشبه بتقييم جميع ڤيديوهات يو تيوب، لذا يجري تصنيف المحتوى وفقًا لحدود عمرية مسموح بها، مما يسهّل تحكم الأهل في اختيار الألعاب التي يمكن للطفل تجربتها عن طريق إعدادات "الرقابة الأبوية" (المقفلة عن طريق پين كود).
يرتبط محتوى الألعاب بخيال المستخدمين وبالقواعد التنظيمية الخاصة على منصة «روبلوكس» مما ينتج عنه بعض التجارب الإبداعية والممتعة، غير أن له أيضًا جانبًا خفيًا.
إن المحتوى المحظور في لعبة «روبلوكس» يشمل المواضيع السياسية والعلاقات الرومانسية، فضلًا عن كل ما له طبيعة جنسية، كما يتضمن كذلك العنف الشديد، وإيذاء النفس، والمخدرات، وخطاب الكراهية، وإساءة معاملة الحيوانات، والتعذيب.
هذه النوعية من المحتوى قد يجري نشرها أحيانًا على المنصة بشكل خفي، ومنها مثلًا؛ نوادي الجنس و محاكيات المذابح كخيارات أخرى من التجارب مشمولة على نحو خفي، ويُلاحظ أن الجرافيك البسيط قد يحد من مدى الإزعاج البصري لمثل ذلك المحتوى إذ أنه بعيد للغاية عن واقعية الصورة.
يتخذ مراقبو «روبلوكس» إجراءات صارمة ضد ما قد يصادفونه من ذلك النوع من المحتوى مما يعد نسبيًا أمرًا فعالًا للغاية.
التواصل
نظرًا لأن لعبة «روبلوكس» يجري ممارستها عبر الإنترنت، فهي تتيح أيضًا التواصل مع الغرباء من جميع الأعمار، سواء تواصلًا نصيًا أو عبر الحوار؛ إذ أن الأمر هنا أغلبه اتصال مشروع قوامه ممارسة اللعب، ولكنه يجري فقط عبر الإنترنت كما هو الحال، لذلك قد يصبح الأطفال عرضة للإساءة والتعدي عبر الإنترنت أيضًا.
إن للعبة »روبلوكس» عملتها الخاصة وهي Robux (الروبكس) التي يمكن استخدامها في عمليات الشراء داخل الألعاب، مما قد ينشأ عنه محاولات احتيال متعددة، فعلى سبيل المثال، ربما يطالب المحتالون الأطفال بعرض معلومات بطاقات ائتمان الأهل أو ما شابه مقابل الحصول على عملة الروبكس مجانًا.
هناك طرق عدة لتعديل الإعدادات التي يمكن للأهل ضبطها لتحديد قائمة بالمتصلين بالطفل ضمن القنوات الخاصة بالمنصة.
كما أن هناك خاصية داخل المنصة تسمى Safe Chat (الد ردشة الآمنة) تقوم بتشغيل العديد من الفلاتر وتتيح التعديل على الاتصالات داخل اللعبة مما يجعل من الصعب الولوج إلى بيانات شخصية كالاسم أو العنوان، وتوفر كذلك قدرًا متزايدًا من الرقابة.
الخاصية مفعلة لمن هم دون الثالثة عشر، لكن يمكن تفعيلها كذلك بالنسبة للمستخدمين الذين ينتمون لشرائح عمرية أكبر، وبرغم كفاءتها، لكنها كسائر الفلاتر لا تعتبر آمنة بنسبة مئة في المئة. إن الإبلاغ عن الرسائل غير المرغوب فيها متاح من قائمة التشات، ومن الممكن أيضا القيام بذلك خارج منصة اللعبة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وفي آخر الأمر؛ يظل تدريب المهارات النقدية الأساسية للطفل هو الأهم.
من الممكن كذلك إيقاف خاصية تشات تمامًا، وهو خيار يناسب الحد من تواصل الطفل مع الغرباء، أما حال ممارسته للعب مع الأصدقاء، فيمكن إجراء مكالمة جماعية عبر الهاتف عوضًا من ذلك.
أحد الجوانب المعقدة الخاصة بإنشاء المستخدم للعبة ما في »روبلوكس« هو أن اللاعبين ينشئون فرق العمل الخاصة بهم مع مستخدمين التقوا بهم عبر المنصة، فيما قد يجري الاتصال غالبًا خارج القنوات الخاصة باللعبة، وبالتالي يتم ذلك يتم بدون رقابة (فلترة) أيضًا.
معدل الوقت
وقد يتراوح وقت اللعب من مجرد بضع دقائق إلى أفصى مدة يمكن للاعب تحملها بسبب وجود العديد من الألعاب والتجارب المختلفة على المنصة، حيث يتم تقسيم بعض الألعاب إلى جولات وفرق، بينما قد ينتمي بعضها الآخر إلى فكرة اللعب المتقطع (حيث ينضم اللاعب ثم يغادر اللعبة).
إذا كانت اللعبة يمارسها الطفل كثيرًا، فقد يكون من الحكمة الجلوس ومشاهدته لتراقب عن كثب مجريات اللعبة من ناحية الوقت الذي يستغرقه.
عمليات الشراء داخل اللعبة
تعتمد لعبة »روبلوكس» عملتها الخاصة وهي Robux(روبكس)، حيث يمكن شراء روبكس بأموال حقيقية من الموقع الخاص باللعبة أو من داخل التطبيق، وتقدم »روبلوكس» أيضًا اشتراكًا شهريًا مميزًا تتراوح قيمته من خمسة إلى عشرين دولار وهو يمنح المستخدم كذلك مبلغًا شهريًا من روبكس، بالإضافة إلى العديد من العناصر الأخرى والمزايا.
يمكن بعد ذلك استخدام هذا المال لشراء عناصر تجميلية للأڤاتار أو للتعامل به داخل الألعاب المختلفة، كما يمكن لمنشئي الألعاب إتاحة الشراء على ألعابهم الخاصة، حيث تحصل »روبلوكس» على نسبة منها.
معظم الألعاب مجانية، لكن في بعضها ربما تكون التجربة بمقابل، بينما يطلب آخرون مبالغ أقل لابتياع عناصر أو مزايا داخل اللعبة.
هناك الكثير من عمليات التسويق التي تستهدف الأطفال والشباب في اللعبة، حيث يتعذرعلى الطفل غالبا إدراكها، وقد ابتكرت عدد من الشركات الكبيرة تجارب لـ«روبلوكس» تشجع على شراء عناصر افتراضية وتبني علاقة مع العلامة التجارية الخاصة بها على سبيل المثال.
كسب المال عبر إنشاء الألعاب في روبلوكس
يستطيع أي شخص أن ينشئ ألعابًا داخل لعبة «روبلوكس»، وقد تصبح بعض هذه الألعاب شائعة إلى حد أنها قد تصبح مصدرًا جيدُا لكسب حصة كبيرة من عملة روبكس، وعندما يبلغ الدخل حدًّا معينًا -تقرره شركة روبلوكس- يمكن استبدال قيمة الروبكس بأموال حقيقية.
ولذلك فقد انتشرت قصص نجاح عديدة لمنشئي الألعاب الذين حققوا أموالًا جيدة فأصبحت اللعبة مصدر دخل لهم -في النرويج كذلك- سواء في وسائل الإعلام أو من خلال عمليات التسويق الخاصة باللعبة، ومع ذلك، فهذه مهمة يتعذر تحقيقها، لذلك تعرضت «روبلوكس» للانتقاد بشدة لرفعها سقف توقعات الأطفال والشباب على نحو غير واقعي.
على ذلك، فإنه حال توغل الطفل في التجربة محملًا بأحلام المال والشهرة، قد يصبح من الحكمة احتواء هذه التوقعات، وتذكيره أيضًا بأن هذا الأمر يجب أن يكون ممتعًا قبل كل شيء -ولكن فلندع المال يأتي لاحقًا.
وقد يمثل ذلك فرصة مواتية للحديث عن الحياة العملية حيث تتحصل شركة روبلوكس كورپوريشن على دخلها من عمل المستخدمين الشباب المجاني إلى حد كبير، وقد تجد المزيد من التفاصيل حول هذا الأمر في تقريرين صحفيين جيدين (her og her) على People Make Games
كل الصور: شركة روبلوكس